خلال القرن السابق ( وأكثر أيضا ولكن للتركيز على التاريخ القريب) العرب أصبحوا يقلدون بطريقة غريبة كل شيء غربي من علم وعلوم ونسو أصلهم وتاريخهم. فأصبحوا يتفاخرون بما كانوا عليه منذ زمن واكتفوا بذلك وجلسوا يلومون الاخرين على وضعهم الحالي ويشعرون بالعجز والاستضعاف.
عندما تنظر الى التاريخ العريق والانجازات السابقة للأجيال القديمة من أجدادنا, كان هناك الكثير من الروائع والعلوم ولكن كان التاريخ أيضا يحفل بالكثير من نفس المشاكل التي نمر بها الآن فنحن ما زلنا كأقوام نفعل نفس الأخطاء وستضل فئة تفعل ذلك الى نهاية الزمان.
ان التعلم من الاخطاء خصوصا أخطاء السابقين من أهم الأشياء التي تبعدنا عن العذاب في الحياة وتقربنا الى الحكمة و الموعظة من الله. فالله يريد بنا اليسر ويرسل لنا الرسائل الكثيرة الكافية جدا لو استمعنا لها ان تغير حياتنا للأفضل وتقربنا اليه دائما.
الزمن الحالي الذي نحن فيه هو زمن عجيب جدا, فتجد فيه كل شيء بكثرة وتجد فيه حركة هائلة بالايجابي والسلبي سواء وسرعة لا تصدق وهذا فقط الجزء المرئي فما بالك بالعالم الباطني خلف هذا العالم. وهذا شيء واضح لأي متأمل في كون الله
الانبهار بالمظاهر في هذا الزمن هو بسبب شيء أساسي وهو النظام العالمي الذي جعل كل الناس تركز في الخارج وتقارن بعضها البعض واستفزز هذا الجزء في البشر. فكل شيء الان متاح امام الجميع الذي لم يكن متاح في أي زمن من قبل بهذا الشكل العظيم. وهذه نعمة عظيمة من الله وفي نفس الوقت لها جانب وزوج سلبي مثل أي امر اخر. من المهم التركيز على الجانب الايجابي من هذه النعم التي لا تحصى المختصة في هذا الزمان فحسن استخدامها وشكر النعمة يجنبك سيئاتها.
نأتي لموضوعنا الأساسي, وهو أهمية الهجرة في سبيل الله وبالذات في الوقت الحالي. نحن في زمن تحول كبير وهناك الكثير من التغييرات تحدث الان في العالم. في وقت حرج من تاريخ حضارتنا كهذا نحن بحاجة لبعض اكثر من أي وقت آخر, وأوطاننا وشعوبنا وأهلنا اكثر الناس حاجة الينا حتى لو لم يعلموا ذلك بأنفسهم. ومن الواجب على كل واحد منا قد هاجر من وطنه لفترة من الزمن بحثا عن الرزق والتكريم والكثير من الاحتياجات الطبيعية للانسان من الواجب في هذا الوقت ان يعود لاهله وناسه بما حصد لكي يبني حياة أفضل في وطنه له ولكل من حوله. وهذا ليس لأحد سواه, فلن يكسب أجره احد اكثر منه لان هذا واجب كل شخص ان يشارك ما عنده في بلاده واوطانه.
من العجيب كيف يشتاق من ولد وتربى في أراضي اخرى غير أرض اهله وأصله وقد تصل أحيانا الى اكثر من اشتياق اهله انفسهم لتلك الأرض. وذلك لان الله انبتنا من الأرض نباتا وهذه البقاع من الأرض خاصة الأماكن المباركة في العالم العربي مزروعة في أعماق قلوبنا بقوة فوالله لا يمكن انكارها ولا الهرب منها. لانها أصلنا ولن تهرب من أصلك أبدا.
هذا ما يحصل الآن بالفعل, يهرب العرب من أصلهم وينكرونه ويشعرون بالعار تجاهه مع انهم الشعب الأصلي الذي انبثق منه الشعوب كلها. أي ضياع هذا عندما يذهب الأصلي عند النسخ لكي يبحث عن نفسه؟ هل تظنه سيجدها؟ مثله كمثل الذي ينفر من أهله هربا الى عائلة اخرى او زوجة او اصدقاء فبعد ان ظن انهم أفضل لانه ينكر اصله, يكتشف انهم أسوأ بكثير وسوف يندم على السنوات الطويلة التي ضاعت تفريطا في جنب الله وهربا من النعم العظيمة التي جعلها الله بين يديه.
هذه رسالة لكل قلب يقرأ هذا الكلام ويسمعه, انتبه وركز في حياتك واستمع لما يوحى من حولك من أنباء يرسلها الله اليك. لا تنخدع بالمظاهر كثيرا فالسحر يحدث للعيون, بل استمع بقلبك للاحداث وعمل الناس من حولك وجريان الاحداث . فكل هذه رسائل اليك من الله يجب التركيز فيها والانصات
ابحث عن أصلك وتذكر من أنت, فهذا هو طريق نجاتك, وتذكر انه لن يدلك على الطريق الصحيح سوى خالق الطريق. ركز معه واقترب منه لانه هو من سيهديك اليه لو شئت الهداية حقا. وارجع الى وطنك وأهلك لتبلغ رسالتك وتبني أثرا انت من سيستفيد منه أعظم استفادة
شهد